فن الإدارة بقلمى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه خاطرة كتبتها منذ فترة ليست بالقصيرة , حتى لا
يلتبس الأمر بالمقصود بالإدارة هنا أود أن أشير إلى أن هذه الخاطرة ليست
لها علاقة بادارة المنتدى ولكن كنت أقصد إدارة المؤسسات أو المشاريع
قد يتعبكم أسلوبي الممل في الكتابة ولكن هي تجربة أتمنى أن تستفيدوا منها:


فن الإدارة

ندرك جميعا أن الإدارة في الوقت الحاضر
أصبحت فنًا معتبراً قائمًا بذاته بمعزل عن المهارات والقدرات الفردية
للعناصر البشرية التي يشتمل عليها التنظيم الإداري , أدرك شخصيا أن فن
الإدارة ليس عبارة عن خواص ومهارات مكتسبة , وإنما فطرة يحبوها الله لشخص
معين تجعله يجيد التعامل مع المجموعة والتنظيم الإداري بعيدًا عن الأوراق
المكتوبة والنظريات الموضوعة التي لا تصلح إلا أن تكون كتبًا تُلقّن للطلبة
في دور العلم .
من المبادئ التي يقوم عليها التنظيم
الإداري الموازنة بين الإمكانات والأهداف , فعلى ضوء الإمكانات المتاحة
تُوضع الأهداف التي تسعى المؤسسة إلى تحقيقها , فالعبرة ليست بسموّ الأهداف
والنتائج التي قد تثمر عنها , ولكن العبرة بالهدف بمدى القدرة على تحقيقه
, فالأهداف طالما لم تتحقّق تبقى مجرد أوهام أوخيالات تسرح في الأذهان ,
المسألة ليست مجرد انغماس في عالم المثاليات وإنما نحن أمام مؤسسة في واقع
ملموس نضع أهدافًا ونسعى لتحقيقها بما يتوافر لدينا من إمكانات , السير
على هذا الأساس يضمن ضبط العمل في المؤسسة ويضع الحدود والأطر التي تسير
من خلالها ونضمن أن المؤسسة تسير ضمن الخطة المدروسة وتسعى لتحقيق الأهداف
الموضوعة بما يضمن استمرارها.
في الحديث عن الإمكانات نذكر العناصر
البشرية التي يتألف منها التنظيم الإداري في مقابل العناصر المادية , وإذا
اتسمت العناصر المادية بالثبات والاستقرار والوضوح من حيث مدى تحقيق
الأهداف المرجوة من العنصر أو الاجراء المتبع إلا أنها في العناصر البشرية
تعتبر عملية معقدة , والسبب هو إنك تتعامل مع نفوس بشرية وعوامل متغيرة من
حيث الزمان والمكان والحال , وبحق ؛ مهما بلغت هذه العناصر البشرية من
مهارات وقدرات فردية فإنها سوف تذهب هباء إذا لم يتم التأليف بينها
واستغلالها الاستغلال الأمثل , فالتنظيم الاداري الذي يتألف من عناصر بشرية
ذات مهارات عادية وتنظيم متقن يكون أقوى من تنظيم إداري بعناصر ذات مهارات
عالية وتنظيم سيئ .
وفي التوفيق بين الإمكانات والأهداف لا
بد أن يتسم العمل بالوضوح , فكل إجراء يتم اتباعه لا بد إن يكون له غرضا
معينا واضحا ومحددا , ليس بالضرورة أن يفقهه كل أفراد التنظيم الإداري ولكن
يكفينا أن يفهمه فرد واحد في التنظيم على الأقل , فليس من المعقول أن يتم
اتباع إجراء معين في مؤسسة لسنوات , ثم بعد ذلك يسأل سائل : ما الهدف من
هذا الإجراء ؟! لتكتشف بعد ذلك أن هذا الاجراء ما كان إلا تكرار لعمل تم
القيام به في ظروف معينة ولأسباب معينة انتهت بمجرد اتخاذ ذلك الإجراء, ثم
جرى العمل عليه دون أدنى وعي أو تفكير .
إن التنظيم الإداري لا يقوم على ردود
الأفعال العشوائية , من الخطأ أن يسير التنظيم الإداري نتيجة لردود أفعال ,
فالإجراءات المتبعة والقرارات المتخذة لا بد أن تكون مدروسة مسبقا وفق
إطار محدد , حتى وإن عرض على هذه المؤسسة عارض فإنه من المفترض أن يكون قد
تم دراسة هذه العوارض المحتملة وتم وضع الإطار المناسب لها وما يحتويه من
إجراءات وقرارات , أما إن تسير المؤسسة بردود الأفعال فما أراها إلى كسفينة
في عرض البحر بشراع من دون قبطان , تذهب بها الرياح يمينا وشمالا
لا أصادر آراء الآخرين وتجاربهم , ولكن
هذه هي عصارة تجربة إنسانية متواضعة أفرغت منها ما ملكت في جعبتي , وللقارئ
أن يقلب فيها يبحث عما قد يفيده